الحمد لله رب العالمين القائل في مُحكم تنزيله: { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }، والصلاة والسلام على رسوله الأمين القائل: ” فوالله لأن يَهدي الله بك رجُلاً واحداً خيرٌ لك من أن يكون لك حُمْرُ النَّعم “.رواه البخاري
وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن سار على دربهم ، واهتدى بهديهم ، ودعا بدعوة الإسلام إلى يوم الدين؛ وبعد:
فإن الدعوة إلى الله تعالى فريضةٌ عظيمةٌ من الفرائض التي أرسل بها الأنبياء والرسل الكرام عليهم أفضل الصلاة والسلام، وجعلها من بعدهم مُهمة ورسالة التابعين لهم والآخذين بمنهجهم الذين عليهم أن يُبلغوا دين الله تعالى لبني البشر في كل زمانٍ ومكان إلى قيام الساعة تطبيقا لقوله عز وجل: { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }.
كما أن الدعوة إلى الله تعالى تُمثل عماد الخيرية التي وصف الله تعالى بها الأُمة المسلمة في قوله تعالى:{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }.
وعن طريق الدعوة إلى الله تعالى تحمل الأمة رسالة الإسلام الخالدة إلى مشارق الأرض ومغاربها صافيةً نقيةً لتُخرج الناس من الظُلمات إلى النور ، ولتهديهم طريق الحق وسبيل النجاة .
من أجل هذا الأمر العظيم أنشئت كلية الدعوة وأصول الدين، وهي من الكليات الرئيسية في جامعة دار العلوم بالصومال أسست في العام الجامعي 1998م-1419ه واستمرت بحمدالله ومنّه تؤدي رسالتها الممثلة في العناية بالعقيدة الصحيحة والدعوة إلى الله على بصيرة، وإيضاح سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وتاريخ الأمة، وفق منهج الوسطية والاعتدال.
وتسعى إلى إعداد جيل مسلّح بالمعرفة الدينية يتماشى مع ثقافة العصر واعيا لما تعاني منه الأمة من انتشار التطرّف والتكفير بما يمكنه من الأخذ بالطرق والأساليب الدعوية والوسائل الفعّالة، ويجعله قادراً على التصدي للغزو الثقافي والفكريّ وحملات التشويه والتغريب وذلك من خلال التخصصات التالية:
1- قسم الدعوة. 2- قسم البلاغة والنقد
3- قسم العقائد. 4- قسم الكتاب والسنة.
ومن أهداف الكلية، إعداد العلماء العاملين الداعين إلى الله الذين يحققون العلوم الشرعية في كل الجهات سواء كانت تحقيق الكتب المقررة أو الأنظمة المعاصرة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.